السبت، 9 يونيو 2012

قصف عنيف ومكثف للأرض من أشعه كونيه غامضه فى القرن الثامن الميلادى

فضول المعرفة |يونيو 09, 2012| | | |

وجد الباحثون في حلقات جذوع الأشجار القديمه دلائل على موجات لإشعاعات كونيه قويه وكثيفه كانت قد قصفت الأرض من الفضاء الخارجي منذ أكثر من ألف سنة مضت ففي أواخر القرن الثامن الميلادى"الثانى الهجرى"، وصلت إلى الأرض موجات قوية ومكثفه من الإشعاع والجزيئات المشحونة بالطاقة قادمه من مصدر غامض ومجهول فى الفضاء الخارجي. 

دلائل تلك الاشعاعات حفظت كبصمات الأصابع، فى حلقات جذوع الأشجار في ذلك الوقت، وقد وجدت الأن من قبل العلماء اليابانيين,هذه الإشعاعات لو ضربت الأرض الأن بمثل الكثافه والقوة التى ضربت بها فى القرن الثامن فهى كافية لشلل العالم وسوف تعطل الكثير من أجهزة الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات الساتلية,نشرت هذه الدراسة في مجلة الطبيعة البريطانية Nature.

فمنذ حوالى 1237 سنة مضت، وقع حادث كونى غامض في منطقتنا في الفضاء الأمر الذي أدى إلى قصف الأرض بواسطة أشعة كونية بكثافة لم يسبق لها مثيل وقد لعبت الطبيعه دورها فى تسجيل وتوثيق هذا الحدث العنيف والغامض وتم حفظ ما تبقى من هذا الحدث في حلقات جذوع الأشجار فى مختلف أنحاء العالم، فكيف ذلك؟!، هذا ما سنعرفه في السطور القليلة التالية. 

وعلى الرغم من أننا ندرك أن الأرض تعاني باستمرار من أثر المليارات من البروتونات وغيرها من الجسيمات عالية الطاقة من مصادر الطاقة العالية فى الفضاء مثل كائنات الشمس، والنجوم المتفجرة سوبر نوفا، النجوم النابضة البعيدة، الكوازارات، النجوم النيوترونية كل هذه الكائنات تنبعث منها كميات هائلة من الجزيئات المشحونة و الإشعاع بشكل مطرد في جميع الاتجاهات، بما في ذلك التوجه نحونا بسرعه مماثله لسرعة الضوء تقريبا,الا أنه نادرا ما يتم قصف الأرض بمثل هذه الكثافه الاشعاعيه القويه والمجهوله فمصدر تلك الإشعاعات لا يزال مجهولا.

البدايه كانت في جامعة "ناغويا" في اليابان،حيث وجد فريق من الباحثين بقيادة "مياكي فوسا" معدل مرتفع جدا للكربون 14 (وهو النظير المشع للكربون) وذلك في اثنين من اشجار الأرز اليابانيه القديمة جزيئات الكربون 14 تلك تم تخزينها فى حلقات جذوع الأشجار على مدى السنوات 774م و 775ميلادى حوالى 157-158 هجري هذا يعني أنه خلال تلك الفترة تعرض كوكبنا لقصف مكثف وعنيف ومستمر من الأشعة الكونية.

والأمر ليس كذلك فقط فقد وجد فريق آخر من العلماء من جامعة كوينز بلفاست فى المملكه المتحده، معدلات مرتفعة بشكل غير عادي للكربون 14 في حلقات الأشجار القديمه من تلك الحقبة هناك، مما يشير إلى حدث كونى واسع النطاق بدأ حوالي عام 770ميلادى حوالى 152 هجرى.

وفي القارة القطبية الجنوبية، كان هناك ارتفاع حاد في مستويات مادة بريليوم-10 في الجليد، وتتكون هذه النظائر عندما يصطدم اشعاع مكثف بالذرات في طبقة الغلاف الجوي العليا، وهو ما يرجح أن ثمة انفجار للطاقة أصاب كوكبنا من الفضاء.

ولكن كيف يتشكل الكربون-14 بواسطة الأشعة الكونية؟ عندما تصل الجزيئات من الفضاء الى الغلاف الجوى للأرض، تتصادم هذه الجزيئات وتتفاعل مع الأكسجين والنيتروجين فى الغلاف الجوى، وتخلق جزيئات لعناصر جديدة،منها الكربون 14،وهوأحد العناصر التي تمتصها المحيطات والبحار والجزر الجليديه والتربه وأوراق وجذوع الأشجار، فالأشجار تمتص الكربون 14 من الجو من خلال عملية التمثيل الضوئي كما تمتصه ايضا وبكثافه جذور تلك الأشجار من التربه ويظل ثابتا لا يمحى في حلقات النمو السنويه لتلك الأشجار"حلقات جذوع الأشجار".

وبالتالي يمكن التعرف على مثل هذه الأحداث الكونيه عن طريق البحث عن الكربون 14 فى حلقات جذوع الأشجار القديمه وعند قياس نسبة الكربون 14 فى شجرتى الأرز اليابانية القديمة، ادرك مياكي وفريقه أن في الحلقات التى تمثل السنوات  774 و 775 كانت هناك زيادة كبيره للكربون 14 قدرها 1.2%  بالمقارنة مع السنوات الأخرى وبينما 1.2% قد تبدو ضئيلة، فيجب عليك أن تنظر إلى أن النسبة النموذجيه السنوية للكربون 14 هى 0.05% فقط في الواقع، أن 1.2 هي زيادة كبيرة جدا في نسبة الكربون 14-جرى تخزينها بين عامى 774م و 775م فى كلتا الشجرتين وهو ما يؤكد تعرض الأرض فى تلك الفتره لقصف مكثف من أشعه كونيه مجهولة المصدر.

وعلى الفور، نشأ عن هذا الإكتشاف سؤال هو من أين اتت تلك الأشعه القويه فى أواخر القرن الثامن؟ وكانت هناك ردود عديده فقال البعض أن مصدر تلك الأشعة الكونية هي الشمس،فالنشاط الشمسى، كما هو معروف، يبلغ زروته كل 11 سنه وذلك يحمل أحيانا المفاجآت لنا مع مشاعل مكثفة آثارها قد تصل إلى الأرض ولكن إذا كان هذا بسبب الوهج الشمسى، فيجب أن يكون توهجا شمسيا شديدا جدا لا يمكن تصوره حتى يترك تلك الأثار. 

الإحتمال الآخر لهذا الحدث هو الموت العنيف للنجوم المعروف بإنفجار سوبر نوفا، ومع ذلك، فإن أيا من هذين الأحتمالان لا يمكن ان يقنع الباحثين. فاذا كانت تلك الأشعه نتاج سوبر نوفا ضخم او قريب كفايه ليترك مثل هذه الأثار، فينبغي أن نرى سطوعه واشراقه الى الأن، فسطوع السوبر نوفا يستمر آلاف السنين قبل أن يموت النجم تماما وبالإضافة إلى ذلك، لا توجد وثائق تعكس أن عام 775 حدث فيه انفجار سوبر نوفا، فلو حدث ذلك لأدى الى جذب انتباه سكان هذا الكوكب وبالتالى توثيق الحدث.

الأبحاث الحديثة تبين أنه في ذلك الوقت، كان هناك اثنين من حالات السوبر النوفا هما "Cassiopeia A" و" Vela Jr "على حد سواء ولكن بقدر وقوة أقل كما أنهم لا يمكن أن يسببو زيادة كبيرة في الكربون 14 على كوكب الأرض.

 لذلك فإن أصل هذا القصف الكونى لا يزال لغزا. فيقول مياكى"لا يمكننا تحديد السبب في ذلك الحدث، ومع ذلك، يمكن القول إن هذا الحدث كان نشطا وعنيفا للغاية وقد حدث في البيئة الفضائية من حولنا حوالي العام 775 ولكن هل هو بسبب سوبر نوفا أو وهج شمسى او ربما شئ اخر"، وللوصول الى مصدر لهذا الحدث الكونى الغامض فعلى مياكي وفريقه الاستمرار في العمل فالخطوات التالية لمحاولة حل اللغز هي بدراسة وفرة من العناصر الأخرى مثل البريليوم، والغوص عميقا في المحفوظات والمخطوطات القديمه لمعرفة ما اذا كان هناك شخص ما، في مكان ما، رأى ومضة غريبة في السماء قبل 1237 سنة مضت.

كما نشرت مجلة نيو ساينتست،أن العالم مايك بيلي، وهو باحث في جامعة كوينز ويدرس حلقات جذوع الأشجار، وجد بالفعل سجلا تاريخيا من القرن الثالث عشر كان قد دونه مؤرخ إنجليزي يدعى روجر من ويندوفر فى انجلترا، أشار إلى ظاهرة كونيه ربما تكون هى ما يبحث عنه العلماء ، كتب روجر يقول: "في عام 776، شوهدت علامات فظيعة وقصف نارى من السماء بعد حلول الظلام والثعابين"اصابع الطاقه" ظهرت في ساسكس فى بريطانيا،وكانت تهبط من السماء الى الأرض وكأنها ترتفع من الأرض الى السماء وسط دهشة الجميع " ولكن هذا السجل التاريخى غير كافى بالنسبة للعلماء فهم يريدون معرفة مصدر الحدث لذا فإن مياكى وفريقه بدأو العمل بجديه لمعرفة الحدث الكونى الذى حدث فى سبعينات القرن الثامن الميلادى مابين عامى 770-775م ومعرفة ماذا حدث للأرض وقتها.




إرسال تعليق