الخميس، 22 ديسمبر 2011

حريق القاهرة

فضول المعرفة |ديسمبر 22, 2011|


حريق القاهرة
٢٦ يناير ١٩٥٢
وقعت العديد من الأحداث على مدار التاريخ المصري الطويل، أحاط بها الغموض من ناحية الدقة التاريخية، فالوثائق كانت ومازالت غير كافية بدرجة أو بأخرى، ولكن تظل تلك الأحداث معالم بارزة أثرت على مسار تطور تاريخ المجتمع المصري، وكان حريق القاهرة، الذي وقع في ٢٦ يناير ١٩٥٢، حادثا بالغ الخطورة، ومعلما من تلك المعالم البارزة المؤثرة في التاريخ المصري،
وبالتالي أصبح من المهم أن نبحث وراء أهم الظواهر والأحداث والملابسات التي أدت إلى إشعال الحريق في عاصمة الوطن.
بدأت حوادث الحريق وفقا لخطة مرسومة مدبرة، وكان المتظاهرون يستعملون، في إضرام النار، البترول والبنزين والكحول، حيث التهمت النار عدد كبير من أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر، والفنادق والسينمات والمقاهي والمطاعم، كما أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأفراد، وأدت إلى تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت، كلهم مصريون، يعولون نحو عشرين ألف نسمة.


وقد أشارت أصابع الاتهام إلى أكثر من جهة مسئولة عن الحريق، فقد تكون إنجلترا هي المسئولة وحدها أو أنها وضعت يدها في يد السراية لتنفيذ الحريق معاً، وقد يكون الغوغاء والعامة من الشعب هم المسئولون مسئولية مباشرة، كما أن الحكومة الوفدية والبوليس قد يكونوا مسئولين بطريقة غير مباشرة بسبب عدم جديتهم في منع الحريق، وقد يكون الملك فاروق نفسه هو المسئول.


ومن هنا نجد أن طبيعة الحادث لم تساعد على توثيقه وتسجيله بشكل دقيق، فقد وقع فجأة دون أن يتوقع أحد أن يكون بهذا الحجم، ولم يتم التعرف عن المسئول الحقيقي عن الحادث، وإنما كانت كل الافتراضات عبارة عن تخمينات غير مؤكدة، كما ساهم في غموض هذا الحدث أن التحقيقات التي جرت تمت في إطار ظروف سياسية معينة وتحت ضغط قوى عديدة، وبالتالي لم تكن دقيقة وحاسمة بالشكل الكافي.





إرسال تعليق