الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

ثقوب سوداء فائقة الضخامة ومجرات غامضة تملأ الفضاء

فضول المعرفة |سبتمبر 04, 2012|

صورة مسح كامل للسماء كلها  بالأشعة تحت الحمراء محدد فيها منطقة صغيرة من الفضاء تحتوى على الاكتشافات الجديدة
Image credit: NASA/JPL-Caltech/UCLA 


نجح علماء الفلك فى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من خلال اجراء مسح كامل للسماء باستخدام التلسكوب الفضائى وايز (WISE) العامل بالأشعة تحت الحمراء فى اكتشاف طفرة من الثقوب السوداء العملاقة والكوازارات او النجوم الزائفة والمجرات الغامضة والتى تتسم بدرجة حرارة عالية جدا واشراق غير عادى, كل هذه الكائنات والأجرام مغبّرة او محجوبة بالغبار.

وقد كشفت الصور عن الملايين من الثقوب السوداء العملاقة فائقة الضخامة والتى يغلفها الغبار تنتشر فى جميع أنحاء الكون, كما كشفت الصور عن وجود حوالى 1000 من المجرات الكبيرة الشديدة الحرارة واللمعان والتى تسمى"مجرات هوت دوجز او مجرات الكلاب الساخنة - galaxies hot DOGs" وتعتبر مثل هذه المجرات نادرة الوجود وهى من المجرات الغامضة التى لا يعرف العلماء الكثير عنها ويقول العلماء انها من ألمع المجرات التى وجدت حتى الأن فهى شديدة اللمعان على الرغم من الغبار الذى يلفها.

وقالت هشيمة حسن Hashima Hasan عالمة البرامج في مقر ناسا بواشنطن"ان وايز كشف عن غابة من الأجرام الخفية الغامضة, فبإستخدام هذا التلسكوب وجدنا العديد من الكويكبات القريبة المدار من الأرض، كما وجدنا أبرد نجم معروف حتى الآن، واخر الإكتشافات هى الثقوب السوداء العملاقة والمجرات اللامعة التى تتصف بدرجة حرارة عالية جدا."

ومنذ اطلاق تلسكوب وايز في شهر كانون الأول / ديسمبر عام 2009 قام التلسكوب بعمل مسح كامل للسماء مرتين بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وانتهى المسح في مطلع العام 2011, المسح بالأشعة تحت الحمراء يشبه الرؤية باستخدام نظارات الرؤية الليلية، وقد ارسل تلسكوب وايز ملايين الصور للفضاء البعيد وتم نشر جميع البيانات ، للسماح للفلكيين  باكتشافات جديدة.

وقال دانيال ستيرن من مختبر الدفع النفاث فى ناسا، باسادينا، كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة"ما نعرفه هو أن معظم المجرات الكبيرة بها ثقوب سوداء، إلا أن سر التطور الذي يجمع المجرات بالثقوب السوداء لم يعرف بعد".

الإكتشافات الجديدة تساعد علماء الفلك على فهم أفضل لكيفية نمو وتتطور الثقوب السوداء العملاقة فى مراكز المجرات فقد كان اعتقاد العلماء سابقاً انها تنمو بشكل بطئ لكن الدراسات الحديثة وتقنيات الرصد الجديدة كشفت ان الثقوب السوداء فى مراكز المجرات تنمو بشكل اسرع بكثير عما كان معتقداً من قبل, واذا تحدثنا عن الثقوب السوداء فى مراكز المجرات يجب التحدث عن  الثقب الأسود العملاق الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة، ويسمى(القوس أ * / *Sagittarius A) ، وهو اكبر من الشمس ب4 مليون مرة, ويمكن ان يصل حجم أكبر الثقوب السوداء المركزية التى تكون فى مراكز المجرات، الى مليار مرة حجم الشمس ، حتى ان مثل هذه الثقوب العملاقة يمكن ان تتسبب فى توقف تشكل النجوم في المجرات.

حوالي ثلثي الأجرام المكتشفة حديثاً لم يتم اكتشافها أبدا من قبل بسبب كتل الغبار حولها مع عدم توفر امكانيات الرصد الموجودة الأن فى تلسكوب وايز فتلسكوب وايز يمكن ان يرى حتى الأجسام التى يغلفها الغبار بفضل الأشعه تحت الحمراء.


الدراسة التى اجراها علماء الفلك مؤخرا ، كشفت عن دلالات لوجود اكثر من 2.5 مليون من الثقوب السوداء الفائقة الضخامة مترامية عبر السماء بالكامل، وتمتد إلى مسافات تصل الى أكثر من 10 مليار سنة ضوئية, فقد اكتشف العلماء باستخادم تلسكوب وايز كميات هائلة من الغبار ما يكفي لملء كواكب النظام الشمسي، قد تلاشت فجأة, كما ان المواد عندما تسقط نحو الثقب الأسود، ترتفع درجة حرارتها وبالتالى تضئ المناطق المحيطة بها.

وقال دانيال ستيرن "أن تلسكوب وايز الذي يعمل بنظام الطول الموجي للضوء، استطاع اكتشاف منطقة الجاذبية فيها قوية لدرجة انها تمنع هروب أي شيء حتى الضوء ، وقد استخدمنا منظومة التلسكوب الطيفي النووي"نو ستار NuStar  "حتى يتسنى لنا فحص أشعة "إكس" الآتية من الثقوب السوداء التي عثر عليها التلسكوب"وايز".

وأضاف ستيرن أنهم قاموا بفحص أشعة "إكس" ذات الطاقة العالية التى تنبعث من تلك الثقوب، وهم عاكفين الأن على فهم كيف لها أن تكون بمثل هذا الحجم الكثيف.


وقال بيتر ايزنهارت من وكالة ناسا، انه من المحتمل ان المجرات اللامعة شديدة الحرارة تقوم بتشكيل تلك الثقوب السوداء قبل تشكيل كتلة نجومها، واضوح أن المجرات المكتشفة حديثاً جاءت مختلفة ومغايرة تماما لكل ما يعرفونه.

الاكتشافات الجديدة تأتى ضمن جهود علماء الفلك المتواصلة لرصد الزوايا والأركان البعيدة فى الكون اللامتناهي، وسبر أغواره بروح من المغامرة والفضول لفهم اسراره وكشف ألغازه, لمزيد من المعلومات.





إرسال تعليق