عنكبوت الماء او عنكبوت الجرس الغواص "Diving Bell Spider" وجد في شمال أوروبا وآسيا الوسطى والشمالية حتى خط العرض 62 درجة شمالا, هو الوحيد من بين آلاف الأنواع الأخرى من العناكب الذي يقضي معظم حياته في الماء إسمه العلمي "أرجيرونيتا أكواتيك - Argyroneta aquatic"
فى بداية دراسة العلماء لهذا العنكبوت ظنو في البداية أنه يخرج الى السطح لأخذ حاجته من الأكسجين ثم العودة الى الماء, لكن اتضح عكس ذلك فهذا النوع من العناكب ليده القدرة على البقاء في الماء لمدة يوم أو أكثر بدون الخروج الى السطح للتنفس وذلك بفضل فقاعتة الحريرية الهوائية التى يلفها حول ظهره ويصنعها بذكاء ومهارة على شكل جرس بحجم 2 ملليمتر
يطلق علي هذه الفقاعة اسم "جرس الغوص", وهى عبارة عن شبكة ينسجها العنكبوت على شكل جرس ثم يقوم بتثبيت فقاعات الهواء التي يلتقطها من على سطح الماء بطريقة مدهشة وتجميعها على الشبكة ليصل بها الى الحجم المطلوب وذلك لتأمين حاجته من الأكسجين الذائب في الماء وللإيقاع بفريسته ايضاً والعديد من الوظائف الأخرى.
فقاعة الهواء هذه هى بمثابة الخياشيم للعنكبوت كما أنها جحر للإختباء بعيدا عن مفترسيه من الطيور وهى ايضا المصيدة التي يحبس فيها فريسته من الأسماك الصغيرة تماما مثل الشبكة بالنسبة لعنكبوت اليابسة, أنثى عنكبوت الجرس تنتج فقاعة أكبر لتتسع لها ولبيوضها.
مع الوقت تتلف الفقاعة بسبب تسرب النيتروجين منها الى الماء و بذلك يكون على العنكبوت الخروج الى السطح لنسج شبكة جديدة لإنتاج فقاعة جرس جديدة.
هذا العنكبوت سبقنا بكثير في إبتكار أداه تساعده على الغطس, فهو يستخدم هذه التقنية كأسلوب حياة منذ مدة زمنية غير محددة بينما بدأ البشر في إستعمال معدات الغوص في عام 1837 وكانت وقتها أحد الإنجازات العلمية والعملية التي مرت بالعديد من التطورات الى ان وصلت لإبتكار معدات الغوص الحديثة المتوفرة هذه الأيام.
كانت معدات الغوص فى الماضى تتشابه مع معدات العنكبوت وذلك في بداية الستينات من القرن الماضي حيث كان الإنسان يتنفس الأكسجين من خلال ارتداء خوذة فى رأسه تشبه فقاعة العنكبوت بينما يكون خزان الأكسجين خارج الماء وموصولاً بالخوذة بواسطة خرطوم طويل, الصورة التالية لرسم توضيحي لمعدات الغوص البدائية نشرت في صحيفة "The Illustrated London News" البريطانية في عام 1873.
مقطع الفيديو هذا يبين حياة عنكبوت الجرس الغواص ما بين الماء و اليابسة.
