الثلاثاء، 26 يونيو 2012

فلكيون يحددون كميات الجليد في النصف الجنوبي للقمر

فضول المعرفة |يونيو 26, 2012|

تحديد كميات الجليد في النصف الجنوبي للقمر

 المجس (المستطلع القمري المداري) "NASA's Lunar Reconnaissance Orbiter" (ال ار او)  (LRO) أطلق إلى الفضاء في شهر حزيران/يونيو 2009 بواسطة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" لدراسة القمر من حيث وجود المياه على سطحه والكشف عن معلومات أخرى كثيرة عن اقرب الأجرام السماوية إلى الأرض. 
وقد تمكن العلماء بواسطته من الكشف عن كمية معينة من الجليد في القطب الجنوبي من القمر الأرضي، وذلك باستخدام جهاز الكشف بالليزر الموجود على متن المجس الأمريكي "المستطلع القمري المداري" حسبما نشر فى العدد الصادر يوم الخميس الماضي من مجلة "الطبيعة" Nature 
كمية الجليد التي خمنها العلماء تقدر بحوالي 20 بالمائة من مساحة سطح الحفرة المدعوة "شاكليتون"التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم "إرنست شاكليتون" الذي أجرى اكتشافات مهمة في القطب الجنوبي للأرض، ويبلغ عمقها حوالي الميلين وقطرها 12 ميلا، ونتيجة لعمقها الشديد فلا تصلها أشعة الشمس لذلك فقاعها مظلم وبارد جدا، حيث كشف "جهاز المقياس الليزري" أن قاع هذه الحفرة ألمع من الحفر المحيطة التي تتكون من نسبة اقل من الجليد، وهذه المعلومات سوف تساعد العلماء في وضع تفسير علمي أكثر دقة عن كيفية تشكل هذه الفوهات وكذلك المناطق المجهولة الأخرى في القمر، وكذلك أصل القمر الأرضي. 
الباحث المشارك في المشروع  "جريجوري نويمان"  من "معهد جودارد لأبحاث الفضاء"  التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قال أن التغير في لمعان بعض المناطق في القطب الجنوبي للقمر كان يحيرهم خلال الصيفين الماضيين، وكانت نتائج المجس "المستطلع القمري" الأخيرة عكس كل التوقعات، حيث تبين أن حرارة قاع هذه الفوهة القمرية وصلت إلى درجة حرارة كونية باردة. 
جهاز كشف الليزر المزود بالمجس وضع خارطة دقيقة للفوهة "شاكليتون" لم يسبق لها مثيل، حيث عمل ضوء الليزر على إنارة قاع الفوهة لقياس "الانعكاسية" أو فيما يسمى "الانعكاس الطبيعي" حيث قاس الليزر عمق الفوهة، وتمكن من الكشف عن وجود كميات مخزنة من الجليد محفوظة على حالها منذ تشكلها أي منذ ما يزيد عن ثلاثة مليارات سنة، كما كشفت الخرائط عن وجود ثقوب أو أنها فوهات صغيرة نشأت عند تكون الفوهة نفسها نتيجة عملية القصف النيزكي لسطح القمر. 
رئيسة الفريق العلمي الفلكية "ماريا زوبر"  وهي من "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" في جامعة كامبردج  قالت أن قاع الحفرة متعرج جدا، وان اللمعان يتركز في الجدران الداخلية للحفرة وهو ما أثار حيرة الفريق العلمي في المشروع، حيث انه من العادة أن يكون قاع الفوهة المع من جدرانها الداخلية، ولحل هذا اللغز فقد اقترح بعض العلماء حدوث "موجات زلزالية قمرية" ناتجة عن ضربات النيازك سابقا أثناء تشكل الفوهة أو من خلال "مد الجاذبية الأرضية"  التي عملت على قلب التربة بحيث أصبحت التربة القديمة المخلوطة بكميات كبيرة من الجليد في جدران الفوهة الداخلية وهذا هو سبب لمعانها النسبي، بينما أصبحت التربة الحديثة التي تحتوي على نسبة اقل من الجليد في قاع الفوهة وهذا هو سبب لمعانها البسيط. 





إرسال تعليق