الخميس، 7 أغسطس 2014

المسبار روسيتا يدخل مداره حول مذنب 67p بعد رحلة دامت 10 سنوات

فضول المعرفة |أغسطس 07, 2014| |

استطاع المسبار الأوروبى "روسيتا" "Rosetta" الوصول الى مداره حول مذنب "تشوروموف – غيرسيمنكو/67p"وذلك بعد رحلة استمرت عشر سنوات,وللمرة الأولى فى تاريخ الفلك والفضاء تدور مركبة فضائية حول جرم سماوى سريع الحركة وتصور سطحه بكل تفاصيله.

وقد قام المسبار روسيتا عند اقترابه من المذنب بتفعيل محركات الدفع التى على متنه لمدة ست دقائق ليصل بعدها الى وجهته الرئيسية بالقرب من هذا المذنب السريع الحركة.


Comet 67P/Churyumov–Gerasimenko


وقال"جان جاك دورديان",المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية esa"بعد رحلة دامت عشر سنوات وخمسة اشهر واربعة ايام والدوران حول الشمس خمس مرات وبعد ان قطعنا مسافة 6.4 مليار كيلومتر نعلن وبكل فخر اننا قد وصلنا لوجهتنا اخيراً".

يذكر ان مسبار روسيتا الأوروبى قد تم اطلاقه فى مارس/ آذار من العام 2004 على متن صاروخ من طراز آريان وقد اتخذ المسبار مساراً طويلاً حول النظام الشمسى للوصول الى هدفه حول مذنب تشوروموف – غيرسيمنكو.

وقد استخدم مسبار روسيتا الفضائى جاذبية كوكبى الأرض والمريخ لزيادة سرعته خلال رحلته التى قطع فيها مسافة 6 مليار كيلومتر.

ولتوفير الطاقة قام المهندسون المتحكمون فى الرحلة في مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية في مدينة دارمشتات الألمانية  بإدخال المسبار فى سبات عميق دام 31 شهر,وفى يناير /كانون الثانى الماضى قام المهندسون بإيقاظه مرة اخرى ليشق طريقه نحو محطته الأخيرة.

ويدور المذنب "67P/Churyumov–Gerasimenko" حول نفسه بسرعة 55 الف كيلومتر فى الساعة لذا تم ضبط المسبار ليدور حول المذنب فى مسار بطئ بسرعة 3.6 كيلومتر فى الساعة.

مذنب تشوروموف – غيرسيمنكو.67p يقع على مسافة 550 مليون كيلومتر عن الأرض لذلك ستستغرق الرسائل 23 دقيقة قبل الوصول اليه,وقد تم ارسال مجموعة الأوامر الأخيرة لتشغيل محركات الدفع على متنه لزيادة سرعته.

ويقول رئيس وكالة الفضاء الفرنسية"جان إيف لوغال",فى الحقيقة ان مرحلة وصول المسبار الى وجهته الأخيرة هى اغرب واعقد مسار رأيناه فى حياتنا.

وسيضطر مسبار روسيتا الى الاستمرار فى تشغيل محركاته كل بضعة ايام لكى يستمر فى مداره على بعدد 100 كيلومتر من المذنب وبعدها يستمر المسبار فى الدوران حول المذنب لمدة 15 شهر بحيث يدرس طبيعته بمجموعة من الأدوات المتطورة على متنه,وسيقوم هذا المسبار الجديد بإلتقاط صوراً تفصيلية للمذنب كلما اقترب منه اكثر.

هذا المذنب الغامض يعرف ايضاً باسم "البطة المطاطية" حيث اظهرته الصور بشكل مشابه للبطة اثناء تحركه فى الفضاء.

وقال احد العلماء المشاركين فى المشروع البرويفسور"مات تايلور",ان هذه المهمة اروع وامتع مهمة له على الاطلاق حيث انها تحتوى على الكثير فيما يتعلق بالتكنولوجيا والعلم والاستكشاف.

وكلما اقترب المذنب من الشمس ترتفع درجة حرارته وتزداد الهالة المحيطة به من الغبار والغاز وهو ما سيعطى فرصة كبيرة للمسبار لتنفيذ مهمته بشكل علمى اكثر تفصيلاً.


واضاف تايلور,ان الغلاف الجوى للمذنب يتكون من الغبار والغاز وقد رأينا دليل على انبعاث الغاز من المذنب.

واضاف,"لدينا على متن هذا المسبار ادوات متطورة ستقوم بتذوق الغاز المنبعث من المذنب واستنشاقه,كما سنلمس الهالة نفسها ونجمع بعض الغبار ونحلله ونأمل حدوث ذلك خلال الاسبوع الجارى".

وستصل مهمة هذا المسبار الى مرحلة اكثر طموحا فى نوفمبر/تشرين الثانى القادم عندما يصبح اكثر قرباً من المذنب حيث سيقوم المهندسون المسؤلين عن المهمة بمحاولة انزال المركبة الفضائية الموجودة على متن المسبار والتى تسمى "فيلا"فوق سطح المذنب.

وستقوم المركبة باستخدام الحراب لتثبيت نفسها على سطح المذنب لتنفيذ سلسلة من التجارب على المذنب بما فى ذلك الحفر فى المذنب.

وتهدف مهمة المسبار روسيتا الى دراسة المذنب جيداً مما سيعطى للعلماء فرصة لتعزيز معرفتنا بالمذنبات ودورها فى تشكل الحياة فى محيط نظامنا الشمسى.





إرسال تعليق