السبت، 25 أغسطس 2012

امطار من الميكروبات على القمر انسيلادوس احد اقمار زحل

فضول المعرفة |أغسطس 25, 2012|


يبدو أن قمر كوكب زحل الشهير "إنسيلادوس"الذي يدور داخل حلقات كوكب زحل الشهيرة، يخفي العديد من الأسرار والمفاجآت الكثيرة عن المجموعة الشمسية بشكل عام، وعن القمر إنسيلادوس نفسه بشكل خاص.

فقد كشفت تقارير علمية أجراها فريق علمي متخصص وجود مؤشرات على جراثيم وميكروبات على سطح هذا القمر الذي أصبح أحد المحيرات الفلكية الكبيرة، نظرا لتعقيد التركيب الكيماوي لسطحه المغمور بالمياه المتجمدة، والفوهات النيزكية التي تعشش فيها ميكروبات وجراثيم قل مثيلها في المجموعة الشمسية، وربما هنالك أسرار ومحيرات فلكية أخرى يتم الكشف عنها مستقبلا.

الدليل الذي كشف للفريق العلمي عن وجود هذه الجراثيم هي الصور التي كشف عنها المجس الأمريكي"كاسيني" هو وجود تشققات وجيوب على سطح القمر مغمورة بالمياه السائلة على شكل "نفاثات مائية" وهي الظاهرة الوحيدة في النظام الشمسي التي تشير إلى وجود نفاثات مائية يتم الكشف عنها حتى الآن.

هذه النفاثات المائية الغريبة منتشرة بشكل واضح في المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي للقمر إنسيلادوس، وبلغ عددها 30 نفاثة مائية منفردة وهي التي كشف عنها المجس "كاسيني" بوضوح أثناء تحليقه حول القمر يوم 21/11/2009 ميلادية.

عالمة الكواكب في وكالة الفضاء الأمريكية "كارولين بوركو" وهي رئيسة التصوير العلمي لمشروع المجس الأمريكي كاسيني أكدت انه تم الكشف عن وجود أكثر من 90 نفاثة مائية قريبة من القطب الشمالي للقمر إنسيلادوس تقذف المياه السائلة والجزيئات المتجمدة والمركبات العضوية  في كل مكان، وكشفت التحاليل أيضا عن وجود أملاح معدنية نسبتها مقاربة لنسبة الأملاح الموجودة في المحيطات على الأرض، كما أشارت التحاليل أيضا أن درجة حرارة المياه حوالي 190 درجة كلفن ( 120- درجة فهرنهايت) ووصول المياه إلى هذه الدرجة الحرارية فإنها تعمل على خروج النفاثات المائية والجراثيم من خلال هذه الشقوق والجيوب على سطح القمر.

إن الظروف البيئية الخاصة على قمر زحل إنسيلادوس الصغير الحجم، من حيث وجود المواد العضوية ودرجة الحرارة وانتشار المحيطات المتجمدة على سطحه، يجعلنا نعتقد بوجود حياة وظروف مشابهة أيضا على كوكب الأرض، وهي ظروف يمكن أن تكون في الصخور البركانية أسفل البراكين الأرضية، وهي مكونة من الهيدروجين الناتجة عن تفاعل المياه المعدنية مع الصخور الحارة، وينتج عن هذا التفاعل "ثاني أكسيد الكربون"  الذي ينتج "الميثان" ، وهي عملية كيميائية حدثت دون وجود أشعة الشمس.

يعتقد العلماء أن مصدر الحرارة الذي ساعد على حدوث هذه العملية الكيميائية للغازات على قمر زحل إنسيلادوس هو كوكب زحل نفسه، من خلال عملية "دفع الجاذبية"  لكوكب زحل العملاق الذي يعمل على اضطراب واهتزاز الطبقات الجيولوجية في القمر إنسيلادوس فينتج عنها الحرارة التي تعمل فيما بعد على التفاعل الكيميائي للغازات على القمر، وهي عملية مشابهة تماما لما يحدث مع القمر "أيو" الذي يدور حول المشتري الذي يؤدي دفع الجاذبية فيه إلى حدوث اضطراب داخل القمر أيو فتثور البراكين المعروفة على القمر.

في 27 مارس 2012 طار المجس الأمريكي "كاسيني" على ارتفاع 46 ميلا 74 كيلومتر فقط فوق القطب الجنوبي للقمر إنسيلادوس، وكشف أن الحرارة الناتجة عن باطن القمر غير كافية لحدوث مثل هذه التفاعلات الكيميائية، وقد اقترح بعض العلماء لفك هذا اللغز في الوقت الحاضر هو وجود طاقة كامنة في داخل القمر إنسيلادوس منذ القدم ولا زالت تصدر من باطن القمر حتى الآن، كما اقترح فلكيون آخرون بأن مدار القمر إنسيلادوس حول كوكب زحل مضطرب وهو قد يكون سبب إرتفاع حرارة القمر والتي تؤدي إلى تحول الماء المتجمد إلى سائل.



حقيقة أن علماء الفلك في ناسا محتارون من مصدر حرارة القمر إنسيلادوس حتى الآن، حيث أن جميع التفسيرات المقترحة لمصدر الحرارة غير مقنعة حتى الآن وتخالف كثيرا الأرصاد التي أجراها المجس الأمريكي كاسيني، لذلك تعلق الباحثة بوركو بأنه يتوجب علينا العودة إلى إنسيلادوس لمتابعة دراسته والكشف عن هذه الألغاز.






إرسال تعليق