الأربعاء، 18 يوليو 2012

تحديد غرة رمضان يعتمد على فترة مكوث الهلال في السماء

فضول المعرفة |يوليو 18, 2012|

غرة رمضان ستكون حسابيا يوم الجمعه القادم
أ ش أ
أرجع الدكتور حاتم عودة -رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان , القاهرة , مصر- أن اختلاف نتيجة الحسابات الفلكية بشأن تحديد غرة شهر رمضان المبارك حسابيا من بلد إسلامي إلى آخر، يعود إلى الاختلاف في عامل واحد في المعادلات الرياضية المعقدة المستخدمة في تلك الحسابات، وهو فترة مكوث الهلال في السماء بعد غروب الشمس، والتي تختلف عرفيا من بلد إلى آخر.


وأشار إلى أن هذا الاختلاف يتحقّق في بدايات جميع الشهور الهجرية، ولكنه يفرض نفسه بقوة في تحديد غرة شهر رمضان المبارك، لما له من أهمية في الإعلان عن بدء فريضة الصوم.


وقال عودة إن الحسابات الفلكية للمعهد أشارت إلى أن غرة شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1433 ستكون حسابيا يوم الجمعة القادم، فيما أشار البيان الصادر عن "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة" ومقره دولة الإمارات العربية، إلى أن يوم السبت القادم هو بداية شهر رمضان فلكيا واكتمال عدة شهر شعبان 30 يوما، موضحا أن الحساب الفلكي للجهتين صحيح، وأن الرؤية هي الفيصل والأصل في تحديد غرة شهر رمضان.


وأضاف أن الاختلاف بين الجهتين يتركز في وجود آراء علمية مختلفة من دولة إسلامية إلى أخرى حول فترة مكوث الهلال التي يمكن عن طريقها الإعلان عن بداية الشهر، لافتا النظر إلى أنه في حين تعتبر بعض الدول أن مكوث الهلال في السماء لمدة دقيقة واحدة بعد غروب الشمس كافيا لإثبات ميلاده والإعلان عن بداية الشهر الهجري؛ فإن هناك دولا أخرى تعتبر الرؤية صحيحة عند مكوث الهلال بدقيقتين ونصف الدقيقة حتى يخرج الهلال من وراء ظله (من وراء القوس)، والبعض الثالث يرى أن فترة مكوث الهلال في السماء بعد غروب الشمس يجب أن تتراوح ما بين 8 : 12 دقيقة، وهي فترة كافية لثبوت رؤية الهلال والإعلان عن ميلاد الشهر الهجري الجديد.


وأكد رئيس معهد الفلك أن الأصل في استطلاع شهر رمضان المبارك هو الرؤية بالعين المجردة، وأن هذه الوسيلة كانت مستخدمة منذ أكثر من 20 عاما، وتعتمد على الشاهد العدل الذي يجب أن يتوفر فيه شروط أربعة: وهي أن يكون صحيح البدن، بيّن العقل، صحيح البصر وليس حادا حتى يتساوى مع عامة الناس في الرؤية، وأن يكون مشهودا له بالورع والتقوى.


وأشار عودة إلى أن الدولة الوحيدة التي تعتمد حتى الآن على رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة هي المملكة العربية السعودية، ويتبعها كل دول الخليج العربي ما عدا سلطنة عمان، مشيرا إلى أنه في تلك الحالة يقوم الشاهد العدل بإبلاغ قاضي القضاة بمكان وشكل الهلال وموعد ميلاده بدقة حتى يتأكد القاضي من صدق رؤيته.


وتابع أن رؤية الهلال بالعين المجردة صاحَبها وجود حسابات فلكية من جانب علماء الفلك، وكانت في بداية الأمر معادلة بسيطة تعتمد على موعد ميلاد الهلال ورؤيته ومكوثه، ثم تطورت تلك المعادلات الرياضية وأصبحت معقدة ودقيقة للغاية بحيث يمكنها تحديد مواقيت الصلاة والظواهر الفلكية وبدايات الشهور الهجرية بدقة فائقة ولفترات زمنية مستقبلية بعيدة.


وذكر أن هناك بعض الدول التي تعتمد في تحديد بدايات الشهور الهجرية على الفلك فقط، مثل تركيا، أما مصر فإن الحسابات الفلكية بها تعد مدخلا للرؤية واستطلاع شهر رمضان، لافتا إلى أن علماء المعهد يشاركون علماء وزارة الأوقاف ودار الإفتاء في عضوية لجان استطلاع الهلال السبع العلمية المنتشرة في جمهورية مصر العربية والتي تصب نتائجها في مركزين رئيسيين؛ هما دار الإفتاء والمعهد، وأن هناك عوامل ثلاثة رئيسية تعتمد عليها الحسابات الفلكية، وهي: توقيت ميلاد الهلال، وغروبه، وفترة مكوثه بعد غروب الشمس وقبلها.


وقال إن هلال شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1433 سيولد في تمام الساعة الرابعة الدقيقة 24 فجرا بالتوقيت العالمي بعد غد (الخميس) يوم الرؤية، ويبقى الهلال الجديد في سماء القاهرة بعد غروب شمس ذلك اليوم بمدة دقيقتين، وفي باقي محافظات الجمهورية بمدد تتراوح ما بين دقيقة و5 دقائق، وعليه فإن فترة مكوث الهلال طبقا للأعراف الحسابية الفلكية في مصر كافية للإعلان عن ميلاد هلال شهر رمضان، فيما تعتبر دولة الإمارات العربية التي يمكث في سمائها الهلال لمدة دقيقتين فقط بعد غروب الشمس غير كافيتين طبقا لحساباتها الفلكية للإعلان عن بداية شهر رمضان، وهو ما ينشأ عنه التباين والاختلاف في الحساب الفلكي من دولة إسلامية لأخرى.






إرسال تعليق