الصورة / wikipedia |
ما هو العبور؟
ظاهرة العبور تشبه تمامًا ظاهرة كسوف الشمس حين يعبر القمر من أمام قرص الشمس ليحجب عن الأرض جزءًا منها أو كلها فالكسوف في أصله عبور لكنه خاص بالقمر، لكن أحدًا من الفلكيين لا يسمي ظاهرة الكسوف عبورًا لتمييزها، في حين أن كلمة العبور اختصت بمرور كوكبي عطارد والزهرة من أمام قرص الشمس، ويمكن تعميمها على أي جرم سماوي أو مركبة فضاء تعبر من أمام قرص الشمس.
ولأن كوكبي عطارد والزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض ويدوران في مدار بين الأرض وبين الشمس فإنهما أحيانًا يصلان نقطة في مدارهما تدعى الاقتران الداخلي يقعان فيها بين الأرض والشمس تمامًا هذا الاقتران الداخلي نادرًا ما يحدث على خط واحد بين الأرض والشمس وعطارد او( الزهرة)، فإن حدث دعي حينها عبورًا، حيث يمر الكوكب بين الأرض والشمس، فيراه أكثر من كانت الشمس عليه طالعة وقتئذ.
وتحدث عبورات عطارد عادة في شهري مايو ونوفمبر، فعبورات شهر أيار (مايو) تفصلها عادة ثلاث فترات تتناوب بالشكل الآتي: 7 ثم 13 ثم 33 سنة على التوالي، في حين أن عبورات شهر تشرين ثاني (نوفمبر) تتناوب كل 13 و33 سنة على التوالي.
وآخر المرات التى حدثت فيها ظاهرة عبور الكوكب عطارد أمام قرص الشمس، كانت عام 1999 وتكررت عام 2003 و 2006 وسيحدث العبور التالي لعطارد سنة 2016 وتتكرر ظاهرة عبور عطارد 13,14 مرة في كل قرن.
أما عبورات كوكب الزهرة فإنها أقل حدوثًا من عبورات كوكب عطارد، فهي لا تتكرر سوى مرتين كل 121.5 سنة,وقد شهدت الكرة الأرضية أول عبور للزهرة فى هذا القرن يوم الثلاثاء 8 يونيو 2004، وسوف يحدث العبور القادم بأذن الله يوم الأربعاء 6/6/2012 وهو ثاني وآخر عبور للزهرة في هذا القرن، إذ لن يحدث ذلك مرة أخرى قبل 105.5 سنة، أي في عام 2117، ثم مرة أخرى في عام 2125 فعبورات الزهرة تحدث في فترات تتناوب كل 8 ثم 121.5 ثم 8 ثم 105.5 سنة على التوالي.
رسم توضيحى يبين مراحل عبور كوكب الزهرة |
وسوف يحدث العبور القادم فى صباح يوم الأربعاء 6/6/2012 لكن المنطقة العربية لن تستحوذ من هذا العبور إلا على جزء ضئيل منه، إذ سيغيب عنها العبور في مرحلتيه الأوليين حين تبدأ رؤيته وقت شروق الشمس التي تطلع قبيل بدء مرحلته الرابعة أي قبل وصوله حافة الشمس.
وحيث إن الزهرة قد عبر في 2004 في النصف الجنوبي لقرص الشمس، فإنه سيعبرها في عبوره القادم 2012 في نصفها الشمالي بعيدًا عن مركزها كذلك.
وستكون بلاد شرق آسيا والمحيط الهادي واستراليا هي أفضل مواقع مشاهدة ذلك العبور. وسيكون مسار عبور الزهرة جنوب وشمال خط استواء الشمس للسنتين 2004 و2012م على التوالي.