تشهد سماء الأردن خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك زخات من شهب "البرشاويات" التي تعتبر من أكثر الزخات الشهابية كثافة حيث يمكن مشاهدة أكثر من 60 شهابا في الساعة الواحدة.
وقال مقرر لجنة المواقيت والأهلة في دائرة قاضي القضاة الفلكي الأردني عماد مجاهد في تصريح صحفي اليوم "الأحد" إنه يمكن رصد هذه الشهب اعتبارا من يوم التاسع من الشهر الجاري وحتى الرابع عشر منه، وتصل قمة نشاطها يوم الثاني عشر من أغسطس الموافق الرابع والعشرين من رمضان".
وأضاف "في هذا اليوم يكون عمر القمر أربعة وعشرين يوما وبذلك يكون قد تجاوز مرحلة التربيع الثاني ويدل ذلك على أننا لن نتأثر كثيرا بإنارة القمر التي تكون قوية جدا إذا توافق موعد رصد الشهب مع وجود القمر في فترة قريبة من الاكتمال أو القمر البدر".
وأوضح أن رصد الشهب سيكون متاحا للجميع حيث لا يحتاج ذلك إلى تلسكوب أو أدوات الرصد الأخرى يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وبكل وضوح وستكون في غاية المتعة وهي تشبه الألعاب النارية ..ولكن يفضل رصدها في الأماكن المظلمة البعيدة عن الإنارة حيث تظهر الشهب بشكل أكثر إثارة وجمالا".
وأشار إلى أن "الذرات الترابية" عندما تقترب من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى سبعين كيلو مترا في الثانية الواحدة في المعدل ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ".
ولفت إلى أن الشهب تبدأ بالاحتراق على ارتفاع 120 كيلو مترا عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع ستين كيلو مترا ، موضحا أن الشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية إلا في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد.
وأوضح أن المذنب "سويفت تتل"هو مصدر شهب "البرشاويات" واكتشف الفلكيون أنه يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منه وذلك كل 130 سنة تقريبا، وأن الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 13 أغسطس من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة .
ولفت إلى أن المذنبات تعتبر المصدر الوحيد للشهب حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب.